جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون، بدأ متجرًا صغيرًا على الإنترنت لبيع الكتب، وحوّله إلى أكبر منصة تجارة إلكترونية في العالم، وأحد أقوى محركات الحوسبة السحابية عبر AWS، وواحد من أغنى رجال الأرض.
ما فعله لم يكن مجرد توسع… بل إعادة تعريف لكيفية الشراء، والتوصيل، والابتكار، بل وحتى طريقة التفكير في الزمن والمستقبل.
في هذا المقال من موقع اقتصاد، نكشف 9 دروس مذهلة من رحلة بيزوس لبناء ثروة من نوع جديد: ثروة قائمة على التكرار، والانضباط، والرؤية الطويلة.
المحتويات
- 1- ابحث عن السوق المتجه إلى الأعلى… لا السوق الممتلئ
- 2- لا تفكر في الأرباح فقط… بل في الهيمنة
- 3- ابنِ ثقافة داخلية لا يجرؤ غيرك على مجاراتها
- 4- استثمر في البنية التحتية… قبل الحاجة لها
- 5- لا تجعل الوقت عدوك… اجعله حليفك
- 6- راقب البيانات… ودعها تتحدث
- 7- لا تتوقف عند السوق الذي عرفك الناس فيه
- 8- اجعل الفشل أداة لا وصمة
- 9- ابنِ مشروعًا لا يشبهك فقط… بل يحلم أبعد منك
1- ابحث عن السوق المتجه إلى الأعلى… لا السوق الممتلئ
بيزوس لم يختر الكتب لأنه يحبها فقط، بل لأنها كانت الأسهل للشحن، والأكثر تنوعًا، والأقل كلفة، والأكثر طلبًا عالميًا.
عرف أن الإنترنت سيتضخم… فاختار منتجًا يناسب هذا النمو.
ثم بدأ بإضافة المنتجات تدريجيًا، إلى أن تحولت أمازون إلى كل شيء للجميع.
من يختار سوقًا ينمو… ينمو معه تلقائيًا.
2- لا تفكر في الأرباح فقط… بل في الهيمنة
لسنوات طويلة، لم تكن أمازون تحقق أرباحًا تُذكر، لكنها كانت تكتسب عملاء، وتبني نظامًا ضخمًا، وتطوّر التقنية، وتسيطر على السوق.
كان بيزوس يقول: “نحن نُفضل الزبون على المستثمرين… وسنربح على المدى الطويل.”
الأرباح مهمة… لكن الهيمنة أهم.
3- ابنِ ثقافة داخلية لا يجرؤ غيرك على مجاراتها
ثقافة أمازون قائمة على “الهوس بالعميل”، وسرعة الابتكار، والانضباط الشديد، وتحمل الضغط.
بيزوس لم يبحث عن موظفين مريحين، بل عن مقاتلين يؤمنون بالرؤية.
ولهذا صمدت الشركة في أصعب الفترات… بينما انهارت غيرها.
الفريق هو الحصن… والثقافة هي الدرع.
4- استثمر في البنية التحتية… قبل الحاجة لها
حين بدأ الآخرون بالتفكير في مراكز البيانات، كانت أمازون قد سبقتهم وأطلقت AWS، التي أصبحت اليوم العمود الفقري للإنترنت العالمي.
وحين فكّر الناس في سرعة التوصيل، كانت أمازون قد بنت مستودعات روبوتية، وطائرات شحن، وشبكة لوجستية كاملة.
من يسبق في التحضير… يسبق في السيطرة.
5- لا تجعل الوقت عدوك… اجعله حليفك
بيزوس لا يعمل بعقلية “الربع المالي”، بل بعقلية “الجيل القادم”.
كان يكرر: “نعمل اليوم من أجل نتائج بعد 5 سنوات.”
هذا التفكير جعله يستثمر بصبر في مشاريع لم يصدقها أحد… حتى صارت ضرورة.
الصبر الطويل + القرار السريع = وصفة الثروة الحقيقية.
6- راقب البيانات… ودعها تتحدث
من اليوم الأول، كانت كل خطوة في أمازون مبنية على تحليل دقيق للسلوك، والأرقام، والقرارات السابقة.
لا عواطف، لا تخمين… بل علم.
والشركة تملك اليوم أكبر قواعد بيانات استهلاكية في العالم، وتستخدمها لتوجيه كل منتج أو حملة.
البيانات ليست معلومات… بل عملات من ذهب.
7- لا تتوقف عند السوق الذي عرفك الناس فيه
أمازون بدأت كمتجر كتب، ثم صارت مركز تسوق، ثم مزود خدمات، ثم منصة سحابية، ثم شركة ذكاء صناعي، واليوم تبني أقمارًا صناعية عبر مشروع “كويبر”.
بيزوس لم يقل “نحن متجر”… بل قال “نحن شركة حلول مستقبلية”.
المشروع الذي يعرف هويته بمرونة… يعيش أطول.
8- اجعل الفشل أداة لا وصمة
أمازون فشلت في عدة مشاريع: هاتف Fire، محرك بحث A9، منصة Amazon Destinations… لكنها لم تتوقف.
بل كانت تعتبر كل فشل تجربة ضرورية لفهم السوق، وتحسين القرار التالي.
حتى بيزوس قال: “إذا لم نفشل… فنحن لا نبتكر بما يكفي.”
الابتكار الحقيقي لا يخاف السقوط… بل من الجمود.
9- ابنِ مشروعًا لا يشبهك فقط… بل يحلم أبعد منك
رغم ثروته، لم يكتفِ بيزوس بأمازون، بل أطلق Blue Origin لغزو الفضاء، ويرى أن مستقبل البشرية يعتمد على الخروج من الأرض.
يرى أن المشروع الناجح لا يجب أن يعكس صاحبه فقط… بل يسبق زمانه، ويُلهم ما بعده.
الثروة التي تبقى… هي التي تفتح بابًا كان يبدو مستحيلاً.
قصة جيف بيزوس ليست عن بيع الكتب، بل عن فهم السلوك، وبناء البنية، وصناعة المستقبل قبل أن يطلبه الناس.
وإذا كنت تفكر في مشروعك الآن… اسأل نفسك: هل ما تفعله اليوم يصلح لأن يكون عادة عالمية بعد 10 سنوات؟
إن كانت الإجابة نعم… فأنت في الطريق الصحيح.