ملخص كتاب “آلة اللا مساءلة” لـ دان ديفيز

كتاب “آلة اللا مساءلة” (The Unaccountability Machine) من تأليف الصحفي والخبير الاقتصادي دان ديفيز هو تحقيق استثنائي في آليات القوة داخل المؤسسات الكبرى، يكشف فيه كيف أن أنظمة الإدارة الحديثة، بدلاً من تعزيز الكفاءة والشفافية، تحوّلت إلى منظومات تتهرب من المسؤولية وتنتج الفشل بشكل ممنهج

الكتاب يُشبه المؤسسات المعاصرة – من البنوك والشركات إلى الحكومات – بـ”آلة بيروقراطية” عملاقة لا يُحاسَب فيها أحد فعليًا، حتى عندما تقع الكوارث

1- المسؤولية الضائعة في العصر الحديث

دان ديفيز يفتتح بسؤال محوري:

“لماذا يبدو أن لا أحد يتحمّل المسؤولية… رغم كثرة المديرين والقوانين؟”

يُبرز أن:

  • الهيكل التنظيمي الحديث يُجزّئ المسؤوليات
  • يُعقّد اتخاذ القرار
  • يُخفي المتسببين الحقيقيين تحت طبقات من الإجراءات واللجان

الرسالة: في المؤسسات الحديثة، الجميع مسؤول… لذلك لا أحد يُحاسَب

2- لغة الإدارة تُخفي الفشل

يُسلّط الكتاب الضوء على كيف تُستخدم اللغة كوسيلة للتهرب:

  • استخدام مصطلحات مثل “مخرجات”، “إعادة الهيكلة”، “عدم اتساق”
  • كلها كلمات تُخفف الحقيقة أو تُخفي الخطأ
  • المصطلحات تصنع انطباعًا بالكفاءة… دون تغيير فعلي

الرسالة: الكلمات الأنيقة لا تعني شيئًا إذا لم يكن خلفها فعل حقيقي

3- كيف تخلق الأنظمة الفشل… وتُكرره؟

ديفيز يشرح أن:

  • النماذج الإدارية أصبحت مهووسة بالمقاييس والنتائج الشكلية
  • مما يجعل الموظفين يركزون على ما يمكن قياسه… لا ما هو مهم فعليًا
  • فتُبنى أنظمة “تنجح على الورق” وتفشل في الواقع

الرسالة: عندما تُكافئ الأرقام فقط… تُنتج الخداع

4- دروس من الكوارث المؤسسية

الكتاب يعرض حالات شهيرة مثل:

  • انهيار شركة Carillion في بريطانيا
  • فضائح الخدمات العامة والخصخصة الفاشلة
  • سوء إدارة مراكز الرعاية الصحية والبنوك الكبرى

ويُظهر كيف أن:

  • الأخطاء كانت معروفة
  • لكن لا أحد أراد أن “يوقف الآلة”
  • لأن كل شخص كان ينجو بنقله المسؤولية لغيره

الرسالة: الفشل لا ينتج من الجهل… بل من صمت من يعرفون

5- ثقافة “تغطية الذات”

يشرح ديفيز كيف يتحول الموظف من شخص يعمل لمصلحة المؤسسة إلى:

  • شخص يحمي نفسه
  • يُراكم رسائل البريد الإلكتروني لإثبات “أنني حذّرت”
  • يتجنب اتخاذ القرار الصعب خوفًا من اللوم

الرسالة: المؤسسات التي لا تكافئ الجرأة… تُكافئ الجبن الإداري

6- التكنولوجيا لم تُصلح… بل زادت التمويه

رغم تطور أدوات الإدارة الرقمية:

  • زادت التعقيد
  • وخلقت طبقات جديدة من “نظم الموافقة”
  • أصبحت القرارات تتخذ دون أن نعرف من اتخذها

الرسالة: التقنية بدون ثقافة مسؤولية… تُسرّع الفشل

7- كيف نُصلح آلة اللا مساءلة؟

الكتاب لا يكتفي بالنقد، بل يقترح حلولًا:

  • بناء ثقافة الشجاعة الإدارية
  • تقليص التعقيد التنظيمي
  • تمكين أصحاب القرار وتحميلهم نتائج واضحة
  • التركيز على “النية والمسؤولية” لا فقط على “الإجراء والنموذج”

الرسالة: المساءلة ليست إجراءً إداريًا… بل موقف أخلاقي

خلاصة الكتاب في جملة واحدة

“الأنظمة التي لا يُحاسَب فيها أحد… ستُعيد إنتاج الخطأ إلى ما لا نهاية”

“آلة اللا مساءلة” هو كتاب ضروري لفهم لماذا تفشل المؤسسات حتى عندما تبدو “فعّالة”، ولماذا لا تتغير الأمور رغم وضوح الخطأ.
إنه دعوة صريحة لكسر الحلقة المفرغة من البيروقراطية، والتجرؤ على قول الحقيقة… وتحمل نتائجها.

نقترح عليك قراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *