كتاب “الأرباح أولًا” (Profit First) للمؤلف ورائد الأعمال الأمريكي مايك ميكالوفيتز يُعيد تعريف الطريقة التقليدية لإدارة أموال الشركات الصغيرة والمتوسطة.
في هذا الكتاب الثوري، يطرح مايك فكرة بسيطة لكنها قوية:
“الأرباح يجب أن تُحسب أولًا… لا أن تُنتظر في النهاية.”
بدلًا من المعادلة المحاسبية المعتادة:
الإيرادات – النفقات = الأرباح
يقترح المؤلف المعادلة الجديدة:
الإيرادات – الأرباح = النفقات
في هذا الملخص من موقع اقتصاد، نأخذك في جولة داخل عقلية هذا النظام، ونستعرض خطوات تطبيقه على عملك حتى لو كنت في بداية الطريق.
1- لماذا تفشل معظم المشاريع رغم الأرباح العالية؟
يبدأ ميكالوفيتز بشرح واقع صادم:
الكثير من المشاريع تُحقق مبيعات جيدة، لكنها لا تحتفظ بأي أرباح. السبب؟
الإنفاق التلقائي بناءً على المتوفر، بدلًا من تخطيط مالي واعٍ.
يقول:
“ما يتوفر يتم صرفه، وما لا يتم تخصيصه للأرباح… لا يتحقق أبدًا.”
2- غيّر المعادلة… تتغيّر النتائج
جوهر الكتاب هو تغيير المعادلة الذهنية:
❌ الإيرادات – النفقات = الأرباح
✅ الإيرادات – الأرباح = النفقات
عندما تُقرر مسبقًا كم تريد كأرباح، وتقتطعها أولًا، تُجبر نفسك على إدارة عملك بذكاء ضمن ما تبقى.
ما يتم تخصيصه أولًا… يتم احترامه دائمًا.
3- استخدم حسابات بنكية متعددة
يقترح مايك طريقة عملية: افتح عدة حسابات بنكية مخصصة، مثل:
- حساب الإيرادات (يستقبل كل الدخل)
- حساب الأرباح (نسبة محددة من الإيرادات، لا يُمس)
- حساب راتب المالك (ما تدفعه لنفسك شهريًا)
- حساب الضرائب (لتجنب المفاجآت)
- حساب النفقات التشغيلية (للصرف اليومي)
بهذا الأسلوب، تتحكم في أموالك بدلًا من أن تلاحقها.
4- حدّد نسب التوزيع مسبقًا
ينصح ميكالوفيتز بتحديد نسب ثابتة لتوزيع كل دخل جديد. مثال:
- 5% أرباح
- 50% راتب المالك
- 15% ضرائب
- 30% نفقات تشغيل
يمكن تعديل النسب حسب نوع المشروع، لكن الفكرة أن تُوزَّع الإيرادات مباشرةً وفق خطة، لا حسب المزاج أو الطوارئ.
الانضباط المالي يبدأ بالتقسيم الواعي.
5- راقب النفقات… بدل زيادتها
عندما تُقلل ما تسمح به للنفقات، تبدأ في:
- التفاوض مع الموردين
- تقليل الهدر
- التركيز على ما يُدر دخلًا فعلًا
- الابتكار في تقديم نفس الخدمة بتكلفة أقل
القيود تولّد الإبداع… والربحية تأتي من السيطرة على النفقات لا زيادتها.
6- احتفل بالأرباح… حتى لو كانت صغيرة
يشدد الكتاب على أهمية الاحتفال بالأرباح الدورية، حتى لو كانت 100 دولار فقط.
لماذا؟ لأن ذلك:
- يُعزّز ثقتك بنفسك
- يربط النجاح بالنتيجة لا بالمجهود فقط
- يُشجّعك على الاستمرار والانضباط
- يجعل فكرة الربح جزءًا طبيعيًا من إدارة العمل
الأرباح ليست مكافأة… بل هي الهدف من العمل.
7- اجعل النظام تلقائيًا… لا يدويًا
كلما كانت خطوات التوزيع مؤتمتة، كلما التزمت بها أكثر.
يمكنك:
- جدولة تحويلات أسبوعية أو شهرية بين الحسابات
- تحديد سقف صرف شهري للنفقات
- استخدام برامج إدارة مالية تربط الحسابات سويًا
اجعل النظام أقوى من مزاجك.
خلاصة الكتاب في جملة واحدة
الربحية لا تحدث بالصدفة… بل تُبنى بالتصميم، عبر تخصيصها أولًا، وإجبار العمل على أن ينجح ضمن حدودها.
“الأرباح أولًا” ليس مجرد كتاب محاسبة، بل نظام تفكير يجعل كل صاحب مشروع يشعر أخيرًا بأن جهده يُترجم إلى عائد ملموس.
سواء كنت تدير شركة كبيرة أو مشروعًا صغيرًا من المنزل… ابدأ بتخصيص الأرباح أولًا، وشاهد كيف يتغيّر كل شيء.
اترك تعليقاً