9 دروس من ماسايوشي سون مؤسس سوفت بنك لبناء ثروة

ماسايوشي سون، رجل الأعمال الياباني من أصل كوري، ومؤسس مجموعة SoftBank، يُعتبر من أكثر المستثمرين مخاطرة وتأثيرًا في العالم.

استثمر في شركات ضخمة مثل علي بابا، أوبر، WeWork، ARM وغيرها، وجمع ثروة بمليارات الدولارات من خلال فلسفة استثمارية فريدة تقوم على “رؤية بعيدة، وخطر محسوب، وتمويل لا يعرف الخوف”.
ما يميّزه ليس فقط اختياره للشركات… بل قدرته على المراهنة على المستقبل وكأنه يراه قبل الجميع.

في هذا المقال من موقع اقتصاد، نستعرض 9 دروس من عقلية ماسايوشي سون، لمن يريد أن يبني ثروته ليس فقط من المال… بل من الرؤية والجرأة والطموح اللامحدود.

1- لا تنتظر السوق… استبق المستقبل

سون لا ينتظر حتى تنضج الأسواق، بل يستثمر في الاتجاهات قبل أن تصبح سائدة.
عندما استثمر في “علي بابا” سنة 2000، كانت شركة صغيرة جدًا، لكن رؤيته كانت أنها ستكون “بوابة الصين إلى التجارة العالمية”.
النتيجة؟ حول 20 مليون دولار إلى أكثر من 50 مليار دولار.

يرى أن من ينتظر الدليل، يصل متأخرًا. أما من يقرأ الإشارات الصغيرة بدقة، فيكون أول من يصل… وأكبر من يربح.

2- لا تتردد في الرهان الكبير… إذا فهمت الصورة كاملة

سون لا يخاف من وضع ملياراته في شركة واحدة إذا اقتنع بأنها ستغير اللعبة.
فهو لم يبنِ نجاحه على عشرات الرهانات الصغيرة، بل على عدد قليل من القرارات الحاسمة التي غيرت مسار الثروة كليًا.
عقله لا يفكر بالملايين، بل بالمستقبل الذي تصنعه هذه الملايين إذا تم توظيفها جيدًا.

إذا كنت ترى ما لا يراه الآخرون، فلا تخف من أن تراهن بما لا يجرؤ عليه أحد.

3- اجمع بين المال والرؤية… لا أحدهما فقط

كثير من المستثمرين لديهم المال، وقليل منهم لديهم الرؤية.
لكن سون جمع الاثنين. استخدم رأس المال الهائل لصندوق Vision Fund لتمويل شركات ذات مستقبل بعيد، وليس فقط أرباح قريبة.
كان يسأل مؤسسي الشركات: “ما الذي ستغيرونه في العالم خلال 10 سنوات؟” وليس فقط: “ما هو صافي أرباحكم القادم؟”

المال وحده لا يصنع ثروة عظيمة… بل رؤية تعرف كيف تستخدمه.

4- لا تستثمر في شركة… استثمر في منظومة

من خلال استثماراته، لا يبحث سون فقط عن شركة ناجحة، بل عن “منظومة مترابطة” يمكن أن تبني بيئة جديدة.
لهذا استثمر في النقل (أوبر)، التوصيل (Doordash)، التكنولوجيا المالية (Paytm)، الذكاء الاصطناعي، والمعالجات (NVIDIA، ARM)… كلها ترتبط وتدعم بعضها.

إذا فهمت كيف تبني شبكة من الاستثمارات المتكاملة، فأنت لا تملك شركة فقط… بل مستقبل قطاع كامل.

5- الخسارة ليست النهاية… بل تدريب على القرار الأصح

سون تعرّض لانهيار كبير في أزمة “فقاعة الدوت كوم” مطلع الألفية، وخسر أغلب ثروته.
لكنه لم ينهار نفسيًا، بل أعاد التفكير في طريقته، وصنع صندوق رؤية جديد، وواصل الاستثمار بشجاعة.
الذين يخافون الخسارة يهربون من القرارات. أما الناجحون، فيرون فيها تصحيحًا للمسار.

الخسارة لا تُسقطك… إذا جعلتها سلّمًا نحو ما هو أثمن.

6- لا تتابع المؤشرات فقط… تابع العقول التي تصنعها

سون معروف بتركيزه على مؤسسي الشركات، لا فقط على بيانات الأداء.
كان يقول: “أبحث عن العقول التي لا يمكن استنساخها.”
فهو يرى أن القائد الجيد، برؤية طويلة النفس، هو الاستثمار الحقيقي، أكثر من المنتج نفسه.

المال يمكن أن يتغير، والسوق يمكن أن ينهار… لكن القائد الجيد يعرف كيف يعيد البناء.

7- فكّر عالميًا… لكن احترم خصوصية كل سوق

رغم أن سون يدير شركة عالمية، إلا أن استثماراته دائمًا ما تحترم البيئة المحلية.
ففي الهند، استثمر في حلول تناسب السكان محدودي الدخل. وفي الصين، دعم شركات تفهم المجتمع الصيني أكثر من الشركات الغربية.
هذا الجمع بين الرؤية العالمية والفهم المحلي مكّنه من بناء شركات تتغلغل في مجتمعاتها… لا تصطدم بها.

العولمة الناجحة لا تفرض نفسها… بل تندمج بذكاء.

8- ابحث عن التكنولوجيا التي تغيّر السلوك… لا فقط الأداء

سون لا يهتم فقط بالتقنية السريعة أو الواجهة البراقة، بل بالتكنولوجيا التي تُحدث تحولًا في حياة الناس.
مثلما فعلت أوبر في النقل، أو ARM في تصميم المعالجات، أو Robotics في الصناعة.
فهو يبحث عن “نقاط التحول” التي تغيّر قواعد اللعبة بالكامل.

الثروة الحقيقية لا تأتي من تحسين ما هو قائم… بل من إعادة تعريفه.

9- لا تجعل سقفك هو ما أنجزته… بل ما تتخيله بعده

رغم أنه أصبح من أثرى رجال العالم، لم يتوقف ماسايوشي سون عن البحث عن الصفقة القادمة، والفكرة القادمة، والرؤية القادمة.
يرى أن من يرضى بالقمة… يبدأ في النزول.
ولذلك لا يكرر نفسه، بل يُعيد اختراع دوره في كل عقد جديد.

من يريد أن يواصل الثراء، يجب أن يواصل الحلم… وكأن كل ما مضى كان مجرد تمرين على ما سيأتي.

ماسايوشي سون لم يصنع ثروته من الحذر، ولا من اتباع القطيع، بل من الإيمان العميق بأن من يرى أبعد… يستثمر أذكى… ويربح أكثر.

نقترح عليك قراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *