هوارد شولتز، الرجل الذي حوّل “ستاربكس” من متجر قهوة صغير في سياتل إلى واحدة من أشهر العلامات التجارية في العالم.
لم يولد ثريًا، بل نشأ في حي فقير، وكان يشاهد والده يُطرد من عمله مرارًا، دون تأمين، دون أمان وظيفي.
لكن بدلًا من أن يستسلم لهذا الواقع، قرر أن يصنع لنفسه قصة مختلفة… قصة تنتهي بثروة بمليارات الدولارات، لكنها بدأت من كوب قهوة.
في هذا المقال من موقع اقتصاد، نستعرض 9 دروس ملهمة من عقلية هوارد شولتز، ليس فقط لبناء مشروع ناجح، بل لبناء ثروة راسخة تنبع من القيم قبل الأرقام.
1- لا تدع البدايات المتواضعة تُقيّد أحلامك
نشأ شولتز في منزل لا تتجاوز مساحته 50 مترًا، وكان أول من التحق بالجامعة من عائلته.
لكنه لم يرَ فقره عائقًا، بل محفزًا.
الثراء لا علاقة له بنقطة البداية، بل بما تراه بعد تلك النقطة.
2- لا تبيع منتجًا… بل تجربة
شولتز لم يكن يريد بيع قهوة فقط، بل أراد خلق تجربة إنسانية.
أراد أن يشعر الناس بأنهم في “المنزل الثالث” بعد البيت والعمل.
وهذا ما جعل “ستاربكس” أكثر من مجرد مقهى… إنها علامة تعني شيئًا لعملائها.
إذا كنت تريد بناء ثروة، فكّر: ما التجربة التي يشتريها الناس، وليس فقط المنتج.
3- لا تنسَ القيم وأنت تجمع المال
رغم نمو شركته، بقي شولتز متمسكًا بقيمه.
وفّر التأمين الصحي حتى للموظفين بدوام جزئي، وشاركهم في ملكية الأسهم.
لأن الثروة الحقيقية، في نظره، تُبنى على ثقة الناس، لا على استغلالهم.
4- اعرف قصتك… وشاركها
هوارد لم يخفِ ماضيه الصعب، بل جعله جزءًا من رسالته.
قال في أحد خطاباته: “أنا ابن سائق شاحنة لا يحمل تأمينًا صحيًا… ولهذا أبني شركة مختلفة.”
قصة صادقة تصنع ولاءً، وتجذب دعمًا لا يمكن شراؤه بالإعلانات.
5- تعلّم من الأسواق قبل أن تدخلها
قبل إطلاق “ستاربكس” بحلّته الجديدة، سافر شولتز إلى إيطاليا، درس ثقافة القهوة، لاحظ التفاصيل، ثم عاد ليعيد صياغتها بطريقة تناسب السوق الأمريكي.
الثراء لا يأتي من التسرّع، بل من الملاحظة العميقة.
6- الموظفون شركاء… لا أدوات
كان هوارد يكرر دائمًا أن أعظم أصول شركته هم الناس الذين يعملون فيها.
عاملوه على هذا الأساس… فبادلوه ولاءً يصعب تكراره.
الثروة لا تُبنى وحدك. وإذا أهملت من يساعدونك على بنائها، ستخسر أكثر مما تظن.
7- لا تتخلَّ عن رؤيتك عند أول أزمة
واجه شولتز أزمات مالية كادت تطيح بـ”ستاربكس”، لكنه لم يتنازل عن رؤيته، بل عاد لقيادة الشركة بنفسه بعد أن تركها لفترة.
قال: “الرؤية لا تختفي في الأزمات… بل تتجلى.”
النجاح المالي ليس في الربح فقط، بل في الثبات وقت الخطر.
8- استثمر في العلامة… لا فقط في المنتج
هوارد لم ينفق ميزانيته على تحسين القهوة فقط، بل على تصميم الفروع، الموسيقى، أسماء المشروبات، وحتى طريقة نطقها.
النتيجة؟ أصبح اسم “ستاربكس” نفسه علامة تجارية بمليارات الدولارات.
الناس لا تدفع من أجل ما تبيعه، بل من أجل ما تمثّله.
9- ابحث عن المعنى… لا فقط عن المال
رغم ثروته، بقي شولتز يتحدث عن “المعنى”، عن التأثير، عن بناء شركة تُغيّر حياة موظفيها وزبائنها.
لأنه يعلم أن الثروة التي لا تترك أثرًا… هي مجرد رقم على ورقة.
هوارد شولتز لم يكن يطمح فقط لبناء سلسلة مقاهٍ ناجحة، بل لصنع شيء يربط بين الناس، يمنحهم شعورًا بالانتماء، ويعيد تعريف العلاقة بين العمل والإنسانية.
وهكذا، صنعت القهوة ثروة… لكن القيم هي من جعلتها تدوم.
اترك تعليقاً