9 دروس من حسن راتب مؤسس مجموعة سما لبناء الثروة

الدكتور حسن راتب، رجل أعمال مصري متعدّد المجالات، عُرف باستثماراته في الإعلام، والتعليم، والصناعة، والعمل المجتمعي.

أسس مجموعة سما، وأطلق قنوات فضائية، وجامعات خاصة، وشركات أسمنت، ومشروعات تنموية في سيناء، جامعًا بين البعد الاقتصادي والاجتماعي في مسيرته.
لم يكن مجرد مستثمر يسعى للربح، بل صاحب رؤية أراد بها أن يخلق تأثيرًا طويل الأمد في المجتمع المصري والعربي.

في هذا المقال من موقع اقتصاد، نستعرض 9 دروس ملهمة من مسيرة حسن راتب، لكل من يريد بناء ثروة ترتبط برسالة، وتنمو على أساس من التأثير الإيجابي.

1- لا تحصر ثروتك في المال… ابنِ ثروة فكرية ومجتمعية

منذ بداياته، لم يسعَ حسن راتب لتكوين ثروة مالية فقط، بل حرص على أن يكون مشروعه الاقتصادي مرتبطًا بمردود فكري وثقافي واجتماعي.
أطلق مشاريع إعلامية مثل قناة المحور، وأسس جامعة سيناء، وأدخل مفاهيم جديدة في العلاقة بين رأس المال والتنمية المستدامة.
كان يرى أن الثراء الحقيقي لا يُقاس بما تملكه، بل بما تتركه من أثر في عقول الناس ومجتمعاتهم.

2- استثمر في الأطراف… لا في المراكز فقط

في وقت ركّز فيه أغلب المستثمرين على القاهرة والمدن الكبرى، اختار حسن راتب أن يبدأ من سيناء.
أسس مشروعات في مناطق نائية، ووفّر وظائف وخدمات في بيئات مهمّشة، مؤمنًا بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الأطراف.
هذه الرؤية منحته قوة ناعمة واحترامًا مجتمعيًا، إضافة إلى فرص استثمارية لم يكن يراها غيره.

3- اربط الإعلام بالاستثمار… لتصنع التأثير والوعي معًا

حين أسس قناة المحور، لم يرد مجرد قناة ترفيهية أو إخبارية، بل أراد منصة حوار وعقل وطني.
جمع بين الإعلام والاقتصاد والثقافة، واستخدم المنبر الإعلامي لدعم رؤيته في التعليم والتنمية والنهضة الفكرية.
الفكرة هنا أن الإعلام لا يُستخدم فقط لترويج المنتجات… بل لبناء مجتمع يعرف كيف يفكر ويقرر ويطوّر ذاته.

4- لا تترك مشروعًا حتى تربطه برسالة

كل مشروع أنشأه حسن راتب كان يحمل رسالة أعمق من مجرد العائد المادي.
جامعة سيناء لم تكن جامعة خاصة فقط، بل بوابة لتطوير الإقليم، ورفع كفاءة أبنائه، وزيادة انتمائهم الوطني.
حتى مصنع الأسمنت الذي أطلقه في شمال سيناء، كان يحمل بعدًا استراتيجيًا يتعلق بإعمار الصحراء، لا فقط أرباح السوق.

في زمن أصبحت المشاريع فيه مجرد أرقام، أثبت أن الرسالة تمنح الاستدامة الحقيقية.

5- اجعل التعليم جزءًا من أي مشروع كبير

التعليم كان دائمًا حاضرًا في مشاريع حسن راتب، لأنه يراه ركيزة أساسية لأي تقدم اقتصادي أو اجتماعي.
استثمر في الجامعات، وأنشأ مؤسسات بحثية، ودعم النشر الثقافي، واهتم بتعليم الأجيال الجديدة.
الاستثمار في العقول، هو الاستثمار الوحيد الذي لا يخسر أبدًا.

6- لا تخشَ من الجمع بين القطاعات المختلفة… إذا كنت تفهم العلاقة بينها

جمع حسن راتب بين التعليم، والإعلام، والصناعة، والخدمة المجتمعية.
رغم أن هذه القطاعات تبدو متباعدة، إلا أنه استطاع أن يجعل كل مشروع يخدم الآخر.
الإعلام يخدم التعليم، والتعليم يخدم الصناعة، والمجتمع هو الحلقة التي تستفيد من الكل.

الفكرة هنا أن التنوع ليس ضعفًا… إذا كانت الرؤية موحدة.

7- ابنِ مؤسسات… لا تعتمد على الأفراد فقط

كل مشروع أطلقه لم يكن قائمًا على شخصه فقط، بل على فرق عمل مدرّبة، ومؤسسات لها نظام إداري وهيكل إداري مستقر.
هذه العقلية ضمنت استمرار المشروعات حتى في غيابه أو تغيّر الظروف، وأعطتها القدرة على التوسع والنمو.

من يريد أن تبقى ثروته بعده… يجب أن يبنيها على مؤسسات، لا على ذاته فقط.

8- اجعل للثقافة دورًا في الاقتصاد… والعكس صحيح

أطلق حسن راتب عدة مبادرات ثقافية، منها مهرجانات فنية، ودعم للمبدعين، ومنتديات حوار فكري.
كان يرى أن الثقافة ليست ترفًا، بل عنصرًا مهمًا في بناء وعي اقتصادي وطني.
وفي المقابل، استخدم أرباح مشاريعه الاقتصادية لدعم الثقافة، ليبقى التوازن قائمًا بين المادة والرسالة.

9- لا تجعل نجاحك حاجزًا أمام تطوير نفسك

رغم وصوله إلى قمة النجاح في عدة قطاعات، لم يتوقف حسن راتب عن البحث والتجديد والتفكير.
كان دائمًا يطرح الأسئلة، يقرأ، يستمع، ويتفاعل مع الشباب والأفكار الجديدة.
وكان يقول: “إذا شعرت أنك وصلت… فقد بدأت في السقوط.”

بذلك، جمع بين نضج التجربة، ومرونة التفكير، واستطاع أن يبقى لاعبًا مؤثرًا في مجاله لعقود.

حسن راتب ليس فقط نموذجًا لرجل الأعمال الناجح، بل لرجل الرؤية الذي يرى في كل مشروع فرصة لبناء الإنسان قبل البنيان.
وإذا كنت تحلم بثروة حقيقية، فابدأ أولًا بالسؤال: ما الرسالة التي ستحملها هذه الثروة؟

نقترح عليك قراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *