تشارلي مانجر، المستثمر الهادئ وصاحب التأثير العميق، لم يكن مجرد الذراع اليمنى لوران بافيت، بل شريكه الفلسفي والاستراتيجي في بناء إمبراطورية بيركشاير هاثاواي.
عُرف بقدرته الفائقة على التفكير النقدي، والصبر، وتحليل القرارات الاقتصادية من منظور عقلي واسع يتجاوز الأرقام.
ترك بصمة فكرية عميقة في عالم الاستثمار، واعتمد على مزيج من الانضباط العقلي، والمع
9 دروس من كارل إيكان مستثمر وول ستريت لبناء ثروة من السيطرة على الشركات
carl-icahn-investment-lessons
كارل إيكان، أحد أشهر المستثمرين النافذين في تاريخ وول ستريت، عُرف بأسلوبه الجريء في شراء حصص كبيرة في الشركات، والتأثير على قرارات إدارتها لتحقيق قيمة أعلى للمساهمين.
أسس شركة Icahn Enterprises، وحقق ثروته من خلال استراتيجية تُعرف بالـ “activist investing”، أي الاستثمار النشط الذي لا يكتفي بالمراقبة… بل يشارك في صنع القرار.
في هذا المقال من موقع اقتصاد، نستعرض 9 دروس حاسمة من أسلوب إيكان في بناء الثروة، تصلح لكل من يريد أن يتعلّم فن السيطرة الذكية في عالم الأعمال.
1- لا تشتري السهم فقط… اشترِ صوتًا في الإدارة
إيكان لا يستثمر لمجرد انتظار ارتفاع السعر، بل يدخل كمساهم مؤثر، يضغط على الإدارة، ويطالب بتغييرات استراتيجية مثل إعادة شراء الأسهم أو بيع الأصول غير المجدية.
يرى أن القيمة لا تُستخرج من السوق فقط… بل من داخل الشركة نفسها، عبر قرارات أقوى.
2- افهم نقاط ضعف الإدارة… واربح منها
يؤمن إيكان أن كثيرًا من الشركات تدار بطريقة ضعيفة أو غير كفؤة، وهو يرى في ذلك فرصة.
يراقب مجالس الإدارات، يستخرج التقارير السنوية، يحلل الرواتب والمكافآت، ويقارن الأداء الحقيقي بما يُعلن للناس.
ثم يبدأ في التأثير من الداخل، مستغلًا الضعف ليقترح تحسينات جذرية.
3- لا تخشَ من أن تكون مزعجًا… طالما أنت محق
عُرف بأسلوبه القوي في الخطاب، وكثيرًا ما دخل في معارك علنية مع مجالس إدارات شركات ضخمة مثل Apple وeBay وDell.
لكنه لم يكن يفتعل الخلاف، بل كان يحركه منطق واضح: تحقيق مصلحة المساهمين.
في عالم الأعمال، من لا يُسمع صوته… لا يحصل على شيء.
4- كن صبورًا في التحليل… حادًا في التنفيذ
لا يدخل إيكان أي شركة دون دراسة مطولة، لكنه حين يتخذ القرار… يتحرك بسرعة وبقوة.
يشتري حصة مؤثرة، يصدر بيانًا، يتحدث للمستثمرين، ويبدأ حملة تغيير فورية.
الفرق بين المستثمر الذكي والعادي… هو شجاعته عند التنفيذ.
5- لا تتبع السوق… افهم بنيته من الداخل
إيكان لا يهتم كثيرًا باتجاهات السوق اليومية.
هو يركز على الشركات الفردية، ميزانياتها، أدائها، ثقافتها الإدارية، ويبحث عن الخلل في القلب لا في القشرة.
وحين يجد الشركة الجيدة التي تدار بشكل سيئ… يعرف أن الربح مسألة وقت.
6- لا تكن مستثمرًا فقط… كن مفاوضًا بارعًا
كثير من مكاسب إيكان جاءت من التفاوض: مع الإدارة، مع المساهمين، مع المشترين المحتملين.
يعرف كيف يضغط، ومتى يتراجع، وكيف يستفيد من المواقف الحرجة ليفرض شروطه.
الاستثمار عنده ليس أرقامًا فقط… بل لعبة نفسية واستراتيجية أيضًا.
7- ركّز على القيمة الحقيقية… لا الضجيج الإعلامي
رغم شهرته، لم يكن إيكان من عشاق الإعلام الزائف أو التصريحات الغامضة.
بل كان يشرح مواقفه بوضوح، ويقدم رؤى مالية دقيقة مدعومة بالبيانات، ويُظهر لماذا يستحق السهم أن يُعاد تقييمه.
يرى أن السوق أحيانًا لا يفهم القيمة… ودور المستثمر أن يشرحها ويفرضها.
8- استثمر في ما تستطيع التأثير فيه
لا يضع أمواله في مكان لا يملك فيه قوة أو تأثير.
حتى حين يستثمر في الشركات الكبيرة، يتأكد من أن حصته تمنحه مقعدًا على الطاولة.
الثروة، في نظره، لا تُبنى بالمراقبة فقط… بل بالمشاركة النشطة.
9- اجعل من سمعتك أداة تفاوض
بمرور الوقت، أصبح اسم كارل إيكان في حد ذاته أداة ضغط.
حين يُعلن أنه اشترى حصة في شركة، ترتفع أسهمها تلقائيًا… لأن السوق يعرف أنه سيتحرك لإصلاح الوضع.
سمعته كمستثمر ناشط أصبحت أحد أقوى أسلحته في بناء الثروة.
كارل إيكان يثبت أن الثروة ليست دائمًا في الابتكار أو البناء من الصفر… بل أحيانًا في إعادة هيكلة ما هو موجود، وتحسينه بجرأة، وتوجيهه نحو ما يستحق.
إنها ثروة تُبنى من الفهم العميق، والتحليل الصارم، والمشاركة الجريئة.
اترك تعليقاً