بوب إيغر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Disney، هو المهندس الحقيقي وراء إعادة إحياء الإمبراطورية الترفيهية الأكثر شهرة في العالم.
قاد الشركة في واحدة من أهم مراحل تحولها، من مجرد شركة أفلام كلاسيكية إلى عملاق عالمي يضم Pixar وMarvel وLucasfilm و20th Century Fox، وأطلق منصة Disney+ التي غيّرت قواعد اللعبة في سوق المحتوى الرقمي.
في هذا المقال من موقع اقتصاد، نستعرض 9 دروس قوية من أسلوب بوب إيغر في القيادة، تصلح لكل من يريد أن يبني ثروة من خلال تطوير علامة تجارية… وليس فقط بيع منتج.
1- حافظ على جوهر العلامة… وحدث كل ما حولها
بوب إيغر لم يغيّر “ديزني”، بل أعاد تعريفها.
أبقى على روح الحكاية والخيال، لكنه وسّع المحتوى ليشمل أبطال مارفل، وقصص بيكسار، وحروب النجوم، لتصبح ديزني شاملة لكل الأجيال والثقافات.
فهم أن الجمهور لا يريد فقط التغيير… بل يريد أن يشعر أن العلامة تنمو معه، لا تختفي منه.
2- لا تخف من الاستحواذ إذا كان يفتح لك المستقبل
واحدة من أنجح استراتيجياته كانت التوسع عبر الاستحواذ.
اشترى Pixar مقابل 7.4 مليار دولار، ثم Marvel بـ4 مليارات، ثم Lucasfilm بنفس الرقم، وأخيرًا 20th Century Fox بـ71 مليار.
رأى أن شراء القوة الإبداعية هو أسرع طريق للنمو… ونجح بذلك بشكل مذهل.
الدرس: لا تخف من الاستثمار الكبير… إذا كان العائد طويل الأمد.
3- كن قائدًا متواضعًا… وواضحًا
عرف عن إيغر هدوؤه، وتواضعه، وقدرته على الاستماع للآخرين.
لم يكن يستعرض سلطته، بل يستثمرها في توجيه الفرق نحو الإبداع والابتكار.
وكان يملك رؤية واضحة دائمًا، ويشاركها مع الموظفين، مما خلق ثقافة ثقة داخل الشركة.
القائد القوي لا يحتاج إلى الصراخ… بل إلى وضوح وثبات.
4- اجعل التكنولوجيا صديقة لا خصمًا
في وقت كانت ديزني تعتمد على القنوات التقليدية، قاد إيغر التحول الرقمي بالكامل.
أطلق Disney+، وخاض منافسة شرسة مع نتفليكس وأمازون برايم.
وفهم أن المستقبل لمن يمتلك المحتوى والتوزيع في آن واحد.
المؤسسات التي تخاف من التكنولوجيا… تترك السوق للآخرين.
5- لا تبنِ على نجاحك فقط… بل تخلّص من عبء الماضي
رغم نجاح الكثير من أقسام ديزني، لم يتردد إيغر في إعادة هيكلة الأقسام القديمة، وإغلاق ما لم يعد مناسبًا.
كان يقول: “النجاح لا يبرر الاستمرار، بل الأداء هو ما يحدد البقاء.”
هذه المرونة جعلته دائمًا على اتصال مع السوق لا مع ذكريات الشركة.
6- احترم الإبداع… واحمِ المبدعين
أعطى حرية كبيرة للمخرجين والكتّاب داخل الشركات التي استحوذت عليها ديزني.
لم يتدخل في تفاصيل Marvel أو Pixar، بل وثق بالمبدعين، ووفر لهم الموارد، والدعم، والحماية من البيروقراطية.
وكان هذا هو سر خروج أفلام ديزني الحديثة بمستوى فني غير مسبوق.
الثروة التي تأتي من الإبداع… تحتاج لبيئة تحفظه.
7- لا تدخل سوقًا جديدة بلا استراتيجية واضحة
لم يقتحم إيغر سوق البث الرقمي فجأة، بل بعد سنوات من التخطيط.
بنى مكتبة المحتوى، أنهى شراكاته القديمة، استحوذ على هولو، ثم أطلق Disney+ في اللحظة المناسبة.
وفهم أن الحضور في السوق لا يكفي… بل يجب أن تكون الأفضل فيه.
8- ضع جمهورك في قلب كل قرار
إيغر كان يسأل دائمًا: كيف سيتفاعل الجمهور؟
لا يقرر وفقًا للأرقام فقط، بل بناءً على العلاقة العاطفية مع العلامة، وهذا ما جعله يتجنب اتخاذ قرارات قد تهز ثقة الجمهور في ديزني.
الربح الحقيقي يأتي من الثقة طويلة الأمد.
9- اعمل على بناء إرث… لا فقط نتائج ربع سنوية
رغم الضغط من المستثمرين على تحقيق أرباح سريعة، حافظ إيغر على تركيزه على المدى الطويل.
كان يبني قراراته على “ماذا ستكون ديزني بعد 20 سنة”، لا فقط ماذا ستربح هذا الربع.
وهكذا بنى إمبراطورية ترفيهية تمتد في كل بيت… وكل منصة.
بوب إيغر لم يكن مجرد مدير ناجح، بل صانع تحول استراتيجي عميق، ورائد في استخدام العلامة التجارية كأداة للنمو، والتوسع، والتأثير.
وإذا كنت تبني مشروعًا اليوم… فتعلم منه كيف تحافظ على جوهرك، وتغيّر كل شيء آخر بذكاء.
اترك تعليقاً